سأذكر مثال فيه إعجاز علمي وفيه إعجاز عددي في آية واحدة، أما الإعجاز العلمي فكنت أقرأ قول الله جل وعلا: ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25].
فكنت أقول: الله يخبرنا أن الحديد نزل من السماء، لكن نحن نستخرج الحديد من الأرض، فكان المقدَّر أن يقال (خلقنا الحديد) وليس (أنزلنا الحديد). ووجدنا بعض المفسرين –رضوان الله عليهم- يقولون –جزاهم الله خيراً- (أنزلنا) بمعنى خلقنا، فيرد عليهم آخرون من المفسرين قالوا: لا، لو أراد الله أن يقول (خلقنا) لقال (خلقنا) ولكنه قال (أنزلنا).
فلما قابلت البروفيسور (أرمسترونج) من أميركا وهو أحد أربعة في وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وسألته هذا السؤال قلت له: أخبرني كيف خلق الحديد في الأرض؟ قال: الحديد يستحيل أن يكون خلق في الأرض، الحديد لابد أن يكون قد خلق في السماء ونزل إلى الأرض، لماذا؟ قال: لأن تكوين ذرة حديد واحدة لما حسبناها وجدنا أنها تحتاج إلى طاقة مثل طاقة المجموعة الشمسية أربع مرات، فالحديد عنصر وافد من الكون!!!
هل هذه مصادفة؟!
الباحثون الآن في الإعجاز العددي يقولون: عندنا معجزة في الحديد، لكن من الناحية الرقمية، فيقولون الحديد له وزن ذري ومعه خمسة أوزان ذرية، الوزن الذري الأوسط 57، وزن الذرة 57، افتح المصحف.. إذا فتحت أي مصحف الآن ستجد سورة الحديد رقمها في المصحف (57)!!!
فيقولون الوزن الذري 57 ورقم سورة الحديد 57، ثم يقولون العدد الذري هو 26 للحديد، آية سورة الحديد، أي آية الحديد في سورة الحديد رقمها (26) إذا حسبنا البسملة آية!! فيقولون هل هذه مصادفة أن يكون رقم السورة هو الوزن الذري ورقم الآية هو العدد الذري؟! ما هي مصادفة، هم يوردون كثيراً من الأمثلة على هذا..
ولكن ما هو الفرق بين الرقم الذري والوزن الذري؟
في رأس الدبوس هنالك عشرين مليون ذرة!! فهم يزنون هذا العدد الضخم بوحدات تتناسب معه ويسمونها بالوزن الذري، ولكن هذا الوزن هو مجموع الجسيمات أي مجموع الأجزاء التي تكون الذرة، النيوترونات والإلكترونات والبروتونات.
أما عددها فهو شيء غير الوزن، فعدد الإلكترونات والبروتونات يكون واحداً، فهم يقولون هل هذه مصادفة؟ ليست مصادفة، ولكن هذا يفضي إلى شيء آخر: إذا كان الإعجاز العلمي يثبت أن القرآن نزل بعلم الله، فإن الإعجاز العددي يثبت أن ترتيب القرآن في السور والآيات نزل بعلم الله أيضاً!!
وهذا كله من كلام الدكتور عبدالمجيد الزندانى حفظه الله